نشر على: أغسطس 12th, 2015 بواسطة

image6“أخبرني عن شيء تعلمته مؤخرا” هذا سؤال نسأله في معظم مقابلات العمل، لتحديد ما إذا كان المرشح لنيل الوظيفة يتميز بحبه للتعلم، وهو ما نبحث عنه. فإذا لم يخبرنا عن أمر تعلمه في الشهر الماضي، فهذا يوحي بأنه لن يكون مناسبا للعمل معنا على المدى الطويل؛ لأنه غير متحمس لاكتساب مهارات الجديدة، فحب التعلم أمر فطري وليس مهارة مكتسبة.

في العام الماضي، كتبت مقالا بعنوان: “لماذا يجب على القادة أن يقرؤوا باستمرار” إلا أنني أدركت الآن أن القراءة هي إحدى طرق التعلم فقط، وهي أمر ينبغي على القادة فعله باستمرار. إنني أحترم القادة الذين يسعون للتعلم دائما؛ لأنهم يتحدون أنفسهم ويكتسبون المزيد من المعرفة على نحو مستمر.

ويمكن للتعلم أن يتخذ أنماط عديدة، منها:

1. القراءة: ومثال ذلك: أنه بإمكانك التعلم- بوصفك قائدا- وتشجيع فريقك على فعل الشيء نفسه عن طريق القراءة، والتي لها أهمية كبيرة لأي فريق. أنصحك بقراءة آراء وأفكار الآخرين لترى إن كنت توافقهم أو تخالفهم الرأي. ناقش الأمور التي قرأت عنها مع أفراد فريقك، ولا شك أنك ستتعلم منهم أيضا.

2. الاستماع: فالكتب الصوتية والمسجلة طريقة ممتازة للتعلم. وعليك بكتاب “كيف تفعل كل شيء” وهو كتاب صوتي، يحتوي على الكثير من المعلومات القيمة.

3. التفاعل: إن أفضل طريقة للتفاعل هي المشاركة في العروض التقديمية، وطرح الأسئلة والإجابة عن استفسارات الآخرين خلال حلقات النقاش. ومثال ذلك: تنظم إحدى المؤسسات المستثمرة في شركتنا جلسات نقاش تعليمية تتطرق إلى مختلف الموضوعات. عليك أن تشجع مثل هذه الفعاليات في العمل، وذلك لتحفز مرؤوسيك على أن يتعلموا أمورا جديدة خارج نطاق واجباتهم اليومية، مما سينشط عقولهم ويجعلهم يركزون على مهارات جديدة، ويحسن من مستوى إبداعهم وتفاعلهم في جلسات العصف الذهني في العمل. وإذا لم تجد الوقت لتختار شخصا يدير الحوار، يمكنك الاستعانة بمؤسسات مثل: (The Remarkables) لتنظيم هذه الفعاليات، والإتيان بخبراء من التخصصات جميعها لحث موظفيك على النظر إلى التحديات والمشكلات التي تواجههم من نواح متعددة. هذا الجهد هو استثمار ناجح في موظفيك، وهو يشي برغبتك في أن يتطوروا ويتقدموا.

4. حضور الدورات التدريبية: قد تشعر بالسعادة لأنك أنهيت دراستك. ولكن، ألا تفتقد إلى بعض المواد الدراسية المثيرة للاهتمام؟ تحد نفسك وفريقك واحضر ورشة عمل أو دورة تدريبية بين الفينة والأخرى. واختر مهارات خارج نطاق واجباتك المعهودة، أو أمرا يعد مهارة إضافية لك؛ فتعلم الأمور الجديدة ينشط أماكن جديدة ومختلفة من دماغك، ويمنحك مهارة “التفكير الناقد”.

5. استرجع مهاراتك. لا يجب عليك أن تتعلم أمورا جديدة بالضرورة، فأنا درست برنامج (إكسيل- Excel) في المرحلة الجامعية، لكنني نسيت نصف المعلومات المتعلقة به. وقد استعنت مؤخرا بمقاطع فيديو تعليمية على موقع (يوتيوب) لأسترجع معلوماتي عن هذا البرنامج، وقد نجح هذا الأمر تماما. لا يمكنك تذكر كل ما تتعلمه للأبد، لذا فإعادة التعلم مهمة جدا حين تجد نفسك تنسى بعض مهاراتك.

إن تعلم المهارات الجديدة خلال نشاطاتك اليومية، يتطلب منك أن تغير بعضا من عاداتك، لكن الفائدة التي ستحصل عليها في نهاية المطاف تستحق هذا العناء. والذين لا يوجهون أنفسهم إلى متابعة التعلم يفشلون في التوصل إلى أفكار جديدة، ويجدون صعوبة كبيرة في اكتساب وجهات نظر مختلفة، فيصبحون ضيقي الأفق آخر الأمر، لهذا فإنهم لا يحصلون على الوظيفة التي يتقدمون لها. تعلم وكن ذا فائدة لفريقك وعملائك، والأهم من هذا وذاك: لنفسك.

 

المصدر: فوربس-الشرق الأوسط

أضف تعليقاً