نشر على: مارس 12th, 2016 بواسطة

 

 

 

cup

الحياة كتاب جميل لصفحات نستطيع أن نملئها بتفاصيلنا الإيجابية، بإيقاع خطواتنا التي تسعى للخير، بلمساتنا البسيطة التي قد تغير من حياتنا وحياة الاخرين للأفضل.

حياتنا تماما مثل كوب الماء الذي امتلئ بالنصف، فالبعض قد ينظر إليه بأنه نصف كوب فارغ والبعض يراه بأنه نصف كوب ممتلئ، تماما مثلما ننظر لأمور حياتنا فقد يراها البعض بأن لديه حياة فارغة ولا يجد منها ما يستحق ان يعيش من اجله ولا يستمتع بما منحه الله سبحانه وتعالى من نعم عديدة، وفي الجانب الآخر هنالك من يرى حياته ممتلئة بالنعم وبالحياة الايجابية التي يسعى أن يستمتع بتفاصيلها حتى النهاية.

في أحد المرات صادفت رجل مُسن بينما كنت احتسي قهوتي مع بعض الأصدقاء ولقد شد انتباهي هذا الرجل وهو رغم صعوبة النظر لديه يقرب نفسه من الكتاب الذي بين يديه ويقرأ بشغف، وبينما كنا نغادر المقهى أوقفنا وبدأ يتحدث مع صديق لي يقول له لماذا لا تبتسم ؟! هل انت مهموم ؟! تأكد بأنك لست الوحيد في هذا العالم يحمل هذا الهم ، بما ان لديك رب رحيم تأكد بأن الفرج قريب ، تفاجئنا من حديثه  وبدأ يسرد لنا حكايته ، قال هل تعلمون بأني وحيد و أعيش بمفردي ، ليس لدي سوى ابنة تدرس فالخارج ترافقها والدتها ، وانا هنا بمفردي ، عندما غادروني وحيداً بدأت ارى العالم صغير و أصبحت نظرتي للحياة مأساوية ، أصبحت لا استطيع ان أنجز حتى بعض أمور حياتي البسيطة عندها تأكدت اني اموت بشكل بطئ وانا من قررت ان اتخذ هذا الطريق ، تمالكت زمام الامور لأقف من جديد ، لأرى الحياة بشكل جميل حتى و لو كنت وحيداً بما ان لدي القدرة على أن استمتع و اتعلم شيئا جديدا لن أتردد على فعل هذا ، تغيرت لدي المفاهيم و بدأت املئ وحدتي بالقراءة و الاطلاع ، بدأت اتعلم أشياء كنت أجهلها ، أصبحت أرتاد المقاهي و أتعرف على الناس و اتسعت لدي دائرة المعارف، حتى ابنتي و زوجتي بدأت أبهرهم بمعلوماتي و نظرتي للأمور ، حتى أصبحت على ما انا عليه الآن، حالياً في عمري هذا و انا فالخامسة والستين أعمل متطوعاً في دار العجزة اقرأ و أجالس من هم في حاجة لنا، فعلاً أُذهلنا من هذا الرجل المسن و هو في هذا العمر استطاع ان يتغير و ان يُسعد نفسه دون مساعدة الآخرين.

من هنا نستشف قول الله تعالى: (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) هذه هي الآية العظيمة التي تستخلص كل ما أهدف إليه من هذا المقال، يجب أن نبادر بتغيير أنفسنا ونظرتنا للأمور، أن نقوم بالتركيز على الموجود وجعله مصدراً لسعادتنا، السعادة التي تبدأ بالرضا والقناعة ونستثمرها أيضاً في نشرها لمن حولنا واستغلال الفرص لمساعدة الآخرين من خلال تركيزنا على مفهوم النصف الممتلئ.

 

بقلم: عبيد الكتبي

أضف تعليقاً